تحقيق / مستشفى الجهراء ... المكتوب يقرأ من عنوانه

| تحقيق وتصوير فهد مياح |

يبدو ان شهر العسل انتهى بين أهالي الجهراء ونواب الدائرة الرابعة، فبعد ان راهن المواطنون على التصويت لهم على حساب مرشحين كبار، متوسمين فيهم صدق النوايا والتحرك الجاد نحو الارتقاء بالخدمات في المحافظة التي تحتل الجانب المنسي في ذاكرة الحكومة، فوجئوا بالوعود والشعارات التي كانت تتردد أصداؤها في الندوات والتجمعات الانتخابية تتبخر امام اعينهم، لتلحق بوعود النواب في المجالس السابقة، فمستشفى الجهراء، الذي وعد النواب مرارا بانشاء مستشفى آخر يسانده ويخفف عنه عبء الازدحام واعداد المراجعين، لم يزل كما هو بل يزداد الوضع سوءا، ومواقف السيارات لا تستوعب اكثر من 100 سيارة رغم ان المراجعين يفوقون 3 آلاف، يتدفقون على المستشفى في فترة واحدة، ما يضطر المواطنين كما تقول مراجعة لـ «الراي»: «نوقف السيارة فوق الرصيف، او نتركها في اي مكان حول المستشفى، ثم نجد المخالفات المرورية، ويستغرب مواطن آخر من الاهمال الحكومي والنيابي للجهراء رغم انها المحافظة الاكبر مساحة، فالتطور يطرأ على كل مكان حولنا إلا الجهراء، ما زالت الخدمات متدهورة فيها... والقاسم المشترك بين شكاوى المواطنين هو تحميل النواب مسؤولية هذا الاهمال، حيث يرون انهم انشغلوا عن احتياجات المحافظة بقضايا لا تخدم مصالح المواطنين... ولنتعرف على آرائهم:

في البداية يناشد المواطن أبو مشاري النائب حسين القلاف الذي اعلن في احدى القنوات انه نائب الجهراء لكي يقوم بالدفاع عن هذه المنطقة التي تفقد الكثير من الخدمات، مؤكدا انه اول مطلب هو بناء مستشفى آخر لهذه المحافظة التي يتجاوز عدد سكانها الاربعمئة الف نسمة.
وقال ان الكثير من النواب الذين حازوا ثقة المواطنين في محافظة الجهراء ووصلوا إلى كرسي البرلمان ولم يحركوا ساكنا تجاه هذه المحافظة الاكبر من حيث المساحة والسكان والتي بحاجة إلى الكثير من الخدمات حيث انها اصبحت تتعرض إلى الكثير من الاختناقات والازدحامات المرورية بعد ظهور مناطق جديدة في المحافظة.
وتمنى ابو مشاري من النائب القلاف الا يتخلى عن الوقوف إلى جانب هذه المنطقة التي اصبحت بحاجة إلى نائب شجاع وصاحب قرار مثل القلاف يقوم بالمطالبة بتوفير مستشفى آخر في المنطقة وتوفير بعض الخدمات الضرورية الاخرى التي أصبحت بأمس الحاجة لها مثل الجامعات والمعاهد والملاعب.
أما المواطن سعود العاتي فيدعو المسؤولين في وزارة الاشغال إلى وقف هذه المهزلة المتمثلة في الازدحامات في مواقف مستشفى الجهراء والتي تشكل عبئا كبيرا على المراجعين، حيث لا تتسع إلى مئة سيارة بالرغم من وجود ثلاثة آلاف مراجع يوميا على الأقل.
واعتبر سعود العاتي الجهراء المحافظة المهملة والمنسية منذ زمن طويل حيث انها تفتقد الكثير من الخدمات مثل الجامعات والمعاهد التطبيقية والاماكن الترفيهية والمنشآت الرياضية.
ويؤكد المواطن لافي الرشيدي ان فترة الصباح وهي الفترة الوحيدة للمراجعين في المستشفيات وكثيرا ما تتأخر عن المراجعة بسبب الازدحام في الموعد المحدد فسنضطر لاخذ موعد آخر لكي يتسنى لنا الدخول على الدكتور، مرجعا سبب الازدحام إلى عدم وجود مواقف كافية للسيارات بالاضافة للازدحام المروري اثناء التوجه للمستشفى بالرغم من انني من سكان مدينة سعد العبدالله الجديدة.
واوضح لافي الرشيدي ان محافظة الجهراء لا يوجد فيها الا مستشفى واحد منذ سنين طويلة بالرغم من زيادة عدد السكان فيها وظهور المناطق الجديدة ولم يكن هناك اي اهتمام من قبل المسؤولين بتوسيع وتطوير المستشفى ومواقف السيارات.
ويطالب المستشار القانوني ايمن رشدي المسؤولين في وزارة الصحة بتوفير المظلات في المواقف المخصصة للمراجعين والموظفين نظرا للاجواء غير المناسبة والحرارة الشديدة، وقال: «نحن في بلد ينعم بخيرات كثيرة وبالرغم من التطور الكبير والملموس في الآونة الاخيرة الا اننا نجد محافظة الجهراء ينقصها الكثير من الخدمات وخاصة في مجال الطب غير الواضح بالرغم من عدم وجود اطباء ذوي كفاءة عالية والازدحامات الشديدة في المستشفى الوحيد في هذه المنطقة المكتظة بالسكان».
وأوضح رشدي بان هناك كبارا في السن واطفالا يحتاجون إلى العناية الجيدة من قبل وزارة الصحة بتوفير افضل الخدمات وتسهيل كل ما يواجهونه من صعوبات، مطالبا اعضاء مجلس الامة بالوقوف إلى جانب ابناء هذه المنطقة الذين ضحوا بانفسهم من اجل الكويت فنحن اوصلنا عددا كبيرا من أعضاء مجلس الامة إلى كرسي البرلمان ويجب ان يلبوا ويطالبوا بكل ما ينقص هذه المحافظة من خدمات وأولها الخدمات الصحية.
ويستغرب المواطن خالد الصلال من نواب الدائرة الرابعة عدم المطالبة بحقوق هذه المنطقة التي تفتقد الكثير من الخدمات وانشغالهم بقضايا اخرى لا تهم مصلحة المواطن بالدرجة الأولى، متهما إياهم بانهم سبب هذا الاهمال للمحافظة حيث لم يقفوا وقفة جادة في المطالبة بتوفير الخدمات لسكان الجهراء.
ويتساءل عن سبب عدم وجود نواب المنطقة الرابعة في محافظة الجهراء لينظروا بام اعينهم إلى النقص الكبير في الخدمات وأخذ آراء وسماع شكاوى المواطنين.
وأشار الصلال إلى بعض المستوصفات في منطقة الجهراء تغلق ابوابها عند الساعة الثانية عشرة ليلا ما يضطرنا للذهاب إلى المشفى لنواجه الازدحام الكثير من قبل المراجعين، مشيرا إلى ان المستوصفات ينقصها الكثير من الطاقم الطبي وبعض المستلزمات الطبية مثل جهاز التحاليل.... والخ.
اما الشاب محمد الحسيني فيعرب عن اسفه ان هذه المحافظة الكبيرة والمشهود لها بالمواقف الكثيرة والاكبر من حيث السكان والساحة تعاني من عدم وجود عضو مجلس امة يطالب بتوفير الخدمات لها، متهما نواب الدائرة الرابعة بانهم يهتمون بمصالحهم الشخصية فقط، ويديرون ظهورهم للمواطنين.
واشار الحسيني إلى ان مستشفى الجهراء يعاني من النقص في الخدمات وعدم توفير سبل الراحة للمراجعين والموظفين وخاصة تلك المواقف التي لا تستوعب اعداد المراجعين فاصبحوا يوقفون السيارات خارج سور المستشفى، متمنيا من اعضاء مجلس الامة المطالبة بوضع دور ثان لمواقف مستشفى الجهراء مثل التي توجد في المستشفى الاميري ومواقف المطار لتفادي الكثير من الازدحامات والاختناقات المرورية وعدم التعرض إلى المخالفات من قبل رجال المرور.
ويوضح المواطن رمضان علي انه لا بد من ايجاد حل سريع لهذه المواقف الصغيرة التي اصبحت لا تكفي معظم سيارات الموظفين وليس المراجعين فقط، حيث ان هناك مساحات كبيرة فيها زراعة غير صالحة تصلح لمواقف سيارات كثيرة، ولم يتم استغلالها، مطالبا نواب المنطقة الرابعة بالالتفات إلى هذه المحافظة الكبيرة المكتظة السكان وان يوفوا بوعودهم الانتخابية ويلبوا مطالب المواطنين ويعملوا على حل مشاكلهم وتوفير جميع الخدمات لهم.
وأضاف رمضان ان بقاء هذه المواقف من غير توسعتها وبناء مواقف اخرى تساهم في التخفيف من الازدحامات سيخلق مشاكل كبيرة مثل الاختناقات المرورية وتأخير الموظفين عن اداء اعمالهم، وتتسبب في تعطيل المواطنين والوافدين عن مراجعاتهم.
أما المواطنة العنود فتؤكد ان سبب اهمال نقص الخدمات في مستشفى الجهراء هم أعضاء مجلس الامة في الدائرة الرابعة،
الذين لم يوفوا بوعودهم للناخبين في محافظة الجهراء.
وقال العنود: «سنون عدة مضت ونحن نعاني من سوء الخدمات في مستشفى الجهراء وابسط مثال هو مواقف مستشفى الجهراء التي تجبرني بالوقوف فوق الرصيف او على المكان غير المسموح بالوقوف ما يجعلني ارتكب مخالفات مرورية كثيرة.
وطالبت العنود وزارة الصحة ووزارة الاشغال ان يوفروا المواقف الكثيرة للمراجعين لتجنب الازدحامات، والحوادث، وعدم ارتكاب قائدي المركبات المخالفات ويتسنى لنا باللحاق على المواعيد التي تحدد لنا من قبل الاطباء في الاوقات المناسبة.

تحقيق / مستشفى الجهراء ... المكتوب يقرأ من عنوانه 33.3(14)